"إنها أفكار جيدة حقا ويكن أن تدلنا عليه هذه المرة" قالت شادية بسرور.

-لكن أنصحك ألا تلق الكثير من الآمال على الأمر هذه المرة كي لا تصدم ويخيب أملك إذا فشلنا مجددا في العثور عليه.

-لا تخف يا مازن؛ فبإذن الله سنعثر عليه هذه المرة، أنا واثق من ذلك، الله يعلم أن نيتنا خير وسيوفقنا للعثور على الرجل. هيا انهضوا جميعا ولنبدأ في البحث.

وتم تنفيذ فكرتيّ عامر بالفعل. نشر طارق ومازن في مجموعات كثيرة على موقع "فيس بوك" يطلبون العون لإيجاد الرجل، وكان عامر يذهب كل يوم بعد العمل إلى حي السيدة زينب يلف في شوارعه ويسأل كل من يقابله عن الرجل. ظل الحال هكذا لمدة أسبوعين بدون أن يحصلوا على نتيجة، وكان عامر يكاد أن ييأس ويتوقف عن البحث عندما جاء الفرج أخيرا: ففي الأسبوع الثالث من البحث تمكن عامر من الوصول إلى رجل كان صديقا مقربا لابن السيد سليم منذ صغرهما وبقيا على اتصال حتى بعد كل هذه السنوات، لكن للأسف عرف أن السيد سليم قد توفي منذ سبع سنوات. شعر بضيق شديد لكن ما هون عليه الأمر أنه لم يقصر في شيء وأن الرجل كان قد مات بالفعل منذ وقت طويل عندما بدأ والدهم البحث عنه. قرر أن يعطي المال إلى ابن السيد سليم "حاتم" ليقتسمه مع إخوته؛ فهم الأحق بالمال الآن. حصل على رقم هاتفه من صديقه وكلمه واتفق معه على اللقاء في نهاية الأسبوع. التقيا في أحد الحدائق العامة وبعد أن تعرفا وجلسا على أحد الطاولات سأله السيد حاتم:

-أخبرتني في الهاتف يا سيد عامر أنك تحمل أمانة لي من والدك، فما هي؟

-في الحقيقة يا سيد حاتم؛ لقد كان والدي ووالدك رحمهما الله صديقين منذ سنين طويلة ثم تفرقت بهما السبل وانقطع الاتصال بينهما، وكان والدي قد أخذ مالا من والدك وعزم أن يرده إليه عندما يستطيع، وللأسف بعدما تمكن من جمع المال وأراد أن يرده بحث عن والدك ولم يتمكن من إيجاده ثم أصابه المرض وتوفي بعدها بفترة قصيرة، وقد واصلت وإخوتي البحث عن والدك لفترة طويلة حتى تمكنّا من الوصول إليك، وعرفنا أن والدك قد توفي؛ لذا فهذا المال هو حقك وحق إخوتك الآن. تفضل يا سيد حاتم.

فجأة؛ بدأت دموع حاتم في الانهمار بغزارة. فوجئ عامر لما رآه هكذا وسأله:

الوصية