وصف القصة
خاتمة السلسلة. تدور أحداثها يوم زفاف عامر و رهف. و في ذلك اليوم استطاع حازم معرفة هوية الفتاة التي كان يبحث عنها.
حول الكاتب
لقراءة الجزء الثالث هنا.
"ما شاء الله عليك تبدين كالأميرات"
مدحت النسوة بفرح و هن محاطات برهف. هذه الأخيرة كانت بفستانها الأبيض الجميل، و ابتسامة حبور تملأ شفتيها.
"آه، ابنتي كبرت و صارت عروسا." بكت والدة رهف و هي ترى ابنتها الوحيدة تزف عروسا.
"لا تبك يا امي، فأنا سأبقى دوما ابنتك الحبيبة. كما أن منزلي قريب من هنا يمكنك أن تأتي لزيارتي كلما اشتقت لي." ربتت رهف على يد والدتها و عيناها بدأتا بالاحمرار.
لقد مرت سنة كاملة على لقاءها بعامر. و رغم أنهما اتفقا في البداية على اقامة الزفاف بعد سنتين، غيرا رأيهما و اختارا عقد حفل الزفاف بعد سنة خطوبة. فالسنين لا تسقط الأقنعة المزيفة عن وجوه الناس، بل المواقف هي التي تفعل ذلك.
طوال هذه المدة كان عامر جيدا معها يعاملها بطيبة و احسان. كان يقف معها في كل مرة يصاب والدها بوعكة صحية، يساعدها في كل ما تحتاج، و يستشيرها في كل تفاصيل مستقبلهم الكبيرة و الصغيرة، حتى انه قام بكراء شقة صغيرة قريبة من منزل والديها و عملها حتى لا تعاني أية صعوبات في التنقل.
و ككل ثنائي، كانا أحيانا يختلفان في بعض الأمور لكنها خلافات بسيطة تحل في مدة قصيرة لا تفوق بضع ساعات.
"رهف، لقد أتوا" أتاها صوت احدى القريبات و هي تعلمهم بوصول سيارات العريس. زغاريد الفرح دوت الغرفة. احمر وجه رهف خجلا. من اليوم، سوف تكون زوجة عامر.
***********************
في مجلس الرجال بالخارج، كان عامر ينتظر نزول رهف بفارغ الصبر.
منذ خطبته قبل سنة، و هو يشكر الله لأنه التقى برهف. كانت حنونة لطيفة، دوما ما تسأل عنه و تهتم به. لم تثقله يوما بطلبات كثيرة او اشياء غالية لا يقدر عليها. من حين لآخر تقدم له هدايا كانت من صنع يديها كوشاح حاكته بيديها أو منديل طرزته بنفسها, تاركة أثرا منها في كل جزء من حياته.
طبعا من حين لآخر يتجادلان قليلا و لكن لم يرفع أحدهما صوته على الآخر. كانا يصلان إلى تفاهم بعد حوار قصير و تعود الأمور الى مجاريها. و اليوم سوف يصيران زوجين أخيرا.
"عامر، كيف يمكنك ان اخفي امرا كهذا عني؟" ظهر حازم فجأة أمام عامر و بوجهه حزن، كأن صديقه ظلمه "أما زلت منزعجا لأني لم اخبرك في تلك المرة ان رهف أختي؟"
"عما تتحدث؟" عامر لم تكن لديه أية فكرة عما كان حازم يقوله.
"لا تتصرف ببلاهة. أنا أتكلم عن ملاكي." قالها حازم بانزعاج "لقد رأيت ملاكي في موكب الزفاف مع اهلك. لماذا لم تخبرني انك تعرفها؟"
"انا لا اعرف عن أي فتاة تتحدث يا حازم. لم اقابل ملاكك يوما." قالها عامر و هو يكتم ضحكته. هذه الملاك الذي يتحدث عنها حازم هي فتاة رآها عدة مرات و لكن في كل مرة يفشل في السؤال عنها. و للآن هو لا يعرف حتى اسمها مما جعل الشاب يشعر بقنوط كبير.
تذكر حازم هذه الحقيقة فحاول التملص من خطئه "حسنا، يمكنك أن تساعدني على معرفة من هي الآن. على الأرجح هي معلمة، تحب ارتداء فساتين وردية، و اليوم أيضا ترتدي واحدا بالمناسبة، كما أنها قريبة لك و حضرت عرس زفافك الآن. هل عرفت من هي؟"
فكر عامر قليلا قبل أن يتوصل إلى الجواب صدمه. هنالك فعلا شابة تطابق المواصفات التي قدمها له حازم، و هي قريبة منه جدا. هل كان يتحدث عن...
"عامر." صوت مألوف ناداه. أدار الشابين رأسهما ليريا فتاة ترتدي فستانا ورديا تمشي نحوهما.
"لقد وجدتك أخيرا" قالتها هند بتعب قبل أن تمد يدها باتجاه أخيها "ها هو هاتفك. لقد تركته مع امي."
بقي عامر يحدق في شقيقته قبل أن يدير وجهه لصديقه. بالفعل، حازم ينظر لهند ببلاهة كانه لا يصدق انها هناك تقف أمامه.
رمقت هند حازم قبل أن تدير رأسها لعامر، في عيناها نظرة رجاء ان يساعدها من هذا الموقف. أخذ عامر الهاتف من هند قبل أن يعرف "حازم، هذه شقيقتي هند. هند، هذا صديقي حازم."
"انت حازم إذن." ابتسمت هند "لقد سمعت كثيرا عنك من عامر. شكرا على وقوفك معه في أوقاته الصعبة. لقد ساعدته كثيرا.."
شعر حازم ان لسانه انعقد لا يستطيع الكلام. ملاكه امامه، تتحدث إليه، بل مدحته حتى. و لم يفق من هذه الحالة إلا بعد ان وكزه عامر "آه، لا داعي للشكر. هذا من دواعي سروري، اعني هذا واجبي."
"من الأفضل ان تعودي حتى لا تقلق امي عليك." ذكر عامر هند. أومأت الفتاة راسها قبل أو تودعهما و تعود بخفة الفراشات. بقي حازم يحدق في ظهرها إلى أن اختفت.
"يا لغموض القدر" علق حازم فجأة. رغم أنه زار منزل عامر عدة مرات إلا أنه لم يلتق بهند يوما. فهذه الأخيرة كانت تتحرج من لقاء أصدقاء أخيها فلا تخرج من غرفتها في ذلك الوقت.
لم يتوقع يوما أن الشخص الذي كان يبحث عنه كل هذا الوقت كان شقيقة أعز صديق له.
"حسنا، حسنا. اليوم حفل زفافي. فلتدعه يمر بسلام ثم بعد ذلك نعتني بقصتك انت" نبه عامر صديقه و هو يحثه على استقبال الضيوف. بعد ذلك أمسك هاتفه و ارسل رسالة لهند. "دورك قريب."
هند قرأت الرسالة لكنها لم تفهم شيئا من مضمونها. أعادت الهاتف لجيبها و هي تفكر إن كانت ستحظى بقصة جميلة مثل شقيقها.
لا فكرة لديها قصتها ستبدأ قريبا.
التعليقات